Tuesday

للموت لحنٌ نديٌ

هناك عند اطراف الشمس

يرسمون جداريات الغياب

يمطرون وجه السماء في ابتساماتهم

ويغلقون بالغيوم نوافذ البكاء

يموت المغني بنغمته

يتمزق سفر الزمان

يهاجرون كالطيور للموت

أو للسجون

تأخذني اليهم رغبة في البكاء

حتى تجف منابع المآقي

تطوقني الكلمات تحاصرني

بالقصائد..

يرميه للموت بين اذرع الفقراء

آكل خبزي لكي اصنح لحدي

بيدي..

ليحمل قلبي الاشياء الوضيعة

فأمشي حاملاً ما تيسر منها

الحان جفاء..

اهً يا امتي على هذه الغربة..

لنصبح فتات ايام على الايام

اذهب بخطواتي الى طريق الفناء

فأجمع كل صفات البشر

وأجعل كل خطاي شجر

اكتب عنهم شعراً ونثر

وأعزف على عود على ناي بعضاً من وتر

فيكون للموت لحنا ندياً

وأكتب بقايا عاشقين ضجر

ليفتح الليل بابه عند غياب القمر

أموت واموت أخيرا

تحت وابل المطر..

في ظلمة الليل تزدحم الكواسر

لتقاتل..

فكلما أسحرت قناديلنا

صار زيتها دمعاً

وصارت الحياة لغزاً

فيبدأ الصبح لقتال الظلام والظلام

لا أحمل في ذاكرتي جديدا

ولا شيء يحدث لي

ارسم وجهي بالاحلام

طريقه معبد نحو الفناء

لا شيء يحدث..

فلا امس يمضي..

ولا الغد يأتي...

بكل خطوة اسمع مناداة لا تميز

يناديني احدهم من الفناء

هو ابي.. هو رفيقي.. هو الثغاء

هو زمن الجوع والبغاء

هو زمن التفاحة الحمراء

فأرتمي في جوف هذا الموت

كي احمي طفلين من جزاء

من سكاكين تطعن الأحلام

انظر الى هاماتهم التي اصبحت

جثامين فوق الواح تتراقص..

تتجول على اذرع المودعين راحلة

فنلوذ بهذا الصمت حين يشتد البكاء

وحين نشاهد مسراك نحو السماء

لنرسم درساً لموتك كل حين..

*******

ابي..

ما زلت يا ابي في الحكاية تدور

فلم تغادر لا امس ولا غداً

لأنك ما زلت تلقنني الف باء الوداع

وداع صار التقاء

غدا شمس الليل وانتظار بعد انتظار..

زكريا اسماعيل

No comments: