Saturday

خاطرة على بالي

خاطرة على بالي

هناك حيث ولدنا وحيث بقي لنا احبة..

حيث لنا من بقي نحبه..

لم نكن ندري ان الشوق،

سوف يكون اكبر من المسافات الى هذا الحد،

ومختصراً لكل المحيطات والبحار..

لكم انتم الاشعار والاغنيات التي لا تغادرنا..

حيث لا نستطيع اللقاء بكم بعد الان..

امر الرحيل دائماً مفاجئاً..

تبكينا الدموع وتلازمنا الذاكره، وحيث الرحيل امر،

(لا على البال ولا على الخاطر)..

احبتنا ماذا نقول عن اشتياقنا لكم،

حيث الدمعة صديقتنا.. ولا شيء هنا نندم عليه..

الا ان الحب للأماكن التي ترعرنا عليها نفتقدها..

ونحن نلازمكم صداقة حميمة، ومحبة نادرة..

كيف لا نشتاق اليكم وباب الحنان الوحيد منكم ما زال مفتوحاً بيننا..

ذلك الباب الذي لا تقفله لا البحار ولا المحيطات..

لا تختصره المسافات،

التي تفصلنا عنكم..

يا احبتنا ، يا رفاقنا..

المسافات بيننا لن تمنعنا من اللقاء بكم..

كيف لا نشتاق اليكم وانتم جهة القلب الذي يلسعه الحنين..

كيف لا وبعد، جرح الحرب فينا نتقمصه..

لا تداويه كل المسافات الزمنية..

ولا نعمة النسيان تستطيع ان تتسلل الى ناحيتنا..

فانتم ذاكرتنا الجميلة..

حيث الروايات التي ترسخت في ذهننا لتصبحون ذاكرتنا اليومية،

في حياتنا التي نعيشها هنا..

حياتنا هنا التي كثيراً ما نمقتها..

حياتنا حيث تلك التي كنا نحلم بها..

وجدناها هنا خالية من كل الحياة..

تطول الرسالة وتقصر لكن ما نريد قوله لكم،

انكم المثل الذي تربينا عليه..

لأن ما بيننا هو اكبر من علاقة مواطنين..

هو صداقة كانت واكثر..

هي رفاقية بيننا واكبر..

اشقاء، هو شيء معتبر..

ما نحن عليه الان كان صائباً بالنسبة لنا،

خاصة اننا نكتب اليكم من غربتنا الحاضرة والابدية..

نعتذر منكم لعدم استطاعتنا نسيانكم..

نعتذر منكم لثقل الرحلة البعيدة التي بيننا..

اصدقائنا في الوطنية الحقيقية، كونوا على ثقة، الانتصارات دائماً لكم..

حينما نسمع اخباركم، كأنها النافذة الكبيرة التي منها تنشرح حياتنا الى الافق،

وكأننا نحن بينكما ومعكم..

كل الورود التي نحبها نشعر وكأنها لكم..

كم هو الأحساس حزيناً حينما نفتقد احداً منكم..

حينها لا يفارقنا خياله ولا الشوق له..

كأنكم ملاكاً نخاف افتقاده..

حيث الايام لا تتوقف..

كأننا كلما لامس الهواء وجوهنا نشعر انكم به..

نزرع في اولادنا ما بيننا،

لعلنا بهذا نرد بعضاً من شيء جميل ورائع كان فيما بيننا..

نخاف يا احبتي لا نعرف من ماذا..

نخاف على ما صار بيننا من فراق،

كتب على الجبين ان نصبح هكذا..

هذا الابتعاد الذي صرنا به هو واقعاً لا مفر منه..

كل ما نريده هو ان تتذكرونا دائماً، كما نتذكركم

كل ما نريده هو ان تبقى الورود الحمراء فيما بيننا..

حبنا لكم، مقابل ان تعطونا دائماً من حنانكم وعطفكم كي نستمر كما نحن..

كل ما نريده ان لا نصبح عندكم ذكرى..

كل ما نريده ان نكون دائماً عند حسن ظنكم ..

فلم نغرب عنكم لقاء نزوة او ما شابه ذلك..

غربتنا كانت عن قناعة لصعوبة الاستمرار في الحياة التي كنا عليها عندكم..

اعذرونا لصعوبة اللقاء فيما بيننا..

هنا بيتنا الجديد دونكم..

هنا اطفالنا الذين نعيش لأجلهم..

هنا نعمل ونتعلم من جديد ونبني حياتنا بكل حرية وثقة..

اعذرونا لصعوبة اللقاء لأن المسافات صار فيها حدوداً مقفلة..

باتت الورود في تقديمها استحالة..

لكنكم البقاء في الخيال..

انتم الطيف الجميل الذي لا يفارقننا ،

بعدما فقدنا الجزء الاخر الذي كان متمثلاً في امواتنا..

يا اجمل من احببنا ومن وددنا..

يا اجمل من عرفنا وعايشنا حيث صعوبة التخلي عنكم مستحيلة..

لهذا نضع بين ايديكم كلماتنا التي تشبهنا..

لعلها تكون بعضاً منا.. لعلها تكون وروداً نهديكم هي..

رفاقنا.. اصدقائنا.. اشقائنا..

كل من نحن ويحبنا..

لم يكن ما بيننا من عدم..

فهو نتيجة لسنوات عايشناها سوياً..

يا لهذا الشوق الذي نكنه لكم..

يا لروعة الاحساس الذي نكون عليه عندما نكتب عنكم..

هو صوتكم المليء دفء واعتزاز..

انتم شمس صباحنا حيث استمرار لليل والنهار..

قولو نحبكم واكثر.. قولو بقائنا الاخير وعداً لكم..

اليكم التحية مع كل دقة من القلب..

لا تذهبوا بعيداً عنا.. كونوا اقتراب دائم، لكي نشعر دائماً اننا على قيد الحياة...

زكريا اسماعيل

No comments: