Saturday

بطل الصدفة


بطل الصدفة .. من يعيد اعتباره

قصة قصيرة من وجدان الواقع اليومي
ربما جاء وقت على كل منا، وسأل نفسه في مرارة: ما الذي يجري لبعض الأشخاص؟! ماذا يحدث في سلوكياتهم؟. لماذا لايهتم الأنسان بمشاكله وهمومه والنهوض بها من كبوته، وامثال بعض الذين اشتهروا بين الناس بالبطل الذي اضاع بوصلته لينطبق عليه المثل "من بطل الى حكواتي الحارات التي تتقن لغة الثرثرة" ما من فائدة منهم الا ان هؤلاء الاشخاص مثله يضيعون بالمتاهات وينحدرون الى اسفل ما بقدرة الانسان ان يصل نزولاً بعشرات المرات في اليوم الواحد.. لنقول ضيعان الأكتاف التي حملتك.. الكلمات التي كتبت عنك.. وما كنا لنندم لأنك كنت ماضياً غير ما انت عليه حاضراً
اعتقد ان الحكاية لا تشبه احداً وان كانت تشير عن احد فهي محض صدفة، لأنها من الخيال المعاش في الوحدة والانعتاق بعيداً عن كل ثرثرات المتبجحين في بطولة من لا شيء
لابد ان تبدأ القصة من هذا الفيروس الذي نزل علينا وتمكن من كثيرين منا وتوغل في سلوكيات معظمنا، انه فيروس الكذب والتطاول على من مد يده واعطى من كل قلبه ليبادلك الأخر بالاذي فأستهان به البعض وتعامل معه وصار نقيضاً لكل تاريخه ونحر كل علاقته بمن احتضنوه سنوات عمر فما العتب على من فعل الخير هذا.. ليلجأ الي لغة تتعدد فيها الاساليب اللأخلاقية حتي نشأت صداقة حميمة بين الاثنين، أللأخلاقي واللأمنطقي مع اؤلئك الناس ليستمر وجودهم بقوة تلك الكذبة، التي يصدقونها وحدهم
هي تفرقة خاطئة ومدمرة ومن صنع اشخاص انتشوا حتى ضاعوا على مزابل، لان شرائع الحياة لم تخبرنا او تبلغنا بأن الكذب اشكال وألوان وانما اجمعت تلك الشرائع الأجتماعية علي الكذب هو الكذب مهما كان اشخاصاً منهم في عظيم البطولة عند هؤلاء.. فهذا لا يعفيهم من النقد واللوم او توجيه السؤال بقليل من السواد! ليس معظم الابطال يتقدسون انها الخدعة في محتوى هؤلاء اللذين يكذبون على الناس حتى اصبح الكذب خبزهم اليومي فكثيرون استخدموه واستثمروه واعجبتهم النتائج الاولية السريعة التي يخدع بها الكذاب جمهوره
من هنا كثرت الوشايات وتلفيق المؤامرات وتشويه السمعة وخراب الصداقات الرفاقية، وغيرها من النتائج التي يضيع بسببها ضحايا ابرياء طالتهم سهام الكذابين!! والكارثة ان الكذاب سرعان ما ينقلب الي منافق ثم يجد الطريق مفتوحا امامه علي مصراعيه ليصل الي (الخيانة والخداع)، واللامبالاة بأي قيمة من القيم التي جمعتها سنوات العمر في اماكن عاشوها وآلفوها حيث طبعت عليها حياتهم اصدقاء ورفاق واخوة وتقاسموا الخبز فيما بينهم، وليناموا في غرفة واحدة يجمعهم غطاء واحد كطفولة لا تعبث بحياة الأخرين ذرة عبث لأجد نفسي اخر هذا العمر انني ( لم اجد من يطعمني او يتحسن علي) حسب الحكواتي، وانا الذي بقيت مرفوع الراس لم اطرق يوماً باب الحاجة ليكون هؤلاء الاشخاص من يطرقون بابي لسنوات خلت..!!
الغريب ان احدا منا لم يفكر في الاسباب والدوافع التي تقف وراءه، والسبل والطرق التي يمكن ان نقاوم بها هذا السلوك، خاصة انه جديد ووافد علينا ولا زال فريق كبير من مجتمعنا يحرص علي ان يطهر نفسه والاخرين منه!.

بعض الافراد انفسهم استمرأوا الكذب كوسيلة من وسائل المنافسة غير الشريفة او الوقيعة ليفقدوا ثقتهم فيه! الاكثر من ذلك ان الموظف هذا في جهة حكومية كثيرا ما يلجأ هو الاخر للكذب على المواطن البسيط او على زميل اخر او يطلب منه ما لا تستطيع الوفاء به، فاذا به يلجأ الي سياسات منافعية يغري بها المواطن الكسول او المرتشي للوقوف الى جانبه..

كل هذه الخواطر جالت بخاطري وانا اتابع حواراً جرى على منتدى اكاد اعشقه اسمه (جمول) وعن ذات ارتباط بين الضيف الطاريء لينقض على كل تاريخ هذا المنتدى ..هزتني تفاصيله بشدة وأوقعتني في حيرة ودهشة.. ودفعتني الي التأمل وان اسأل نفسي سؤالا محددا، كيف يسترد هذه الأنسان اعتباره بعد ان فارق تلك الهالة التي كان عليها؟ هذا الأنسان بطل هذه المأساة التي يشرع لها من كل جوارح انتقامه.. مضت اعوام على الأنفصال السياسي وبدأت السياسات الخبيثة، تتغلغل بين رفاق الصف الواحد الي ان اصبح وجها لوجه امام ادلة التغيير والتبديل الكبير الذي اصبح عليه هؤلاء اليساريين الجدد الذين حجزوا اماكن رابحة مادية وخاسرة معنوياً وسياسياً ليناقضوا التاريخ الذي كانوا عليه.. ليصعدوا علي اول طائرة الي المقلب الاخر لينعتوا اول ما ينعتوه من اخرجهم من السجن (بكلمات لا نستطيع نشرها هنا وهي مدونة عندنا) وليواجهوا محرريهم بشتى انواع التلفيق الشتم وما الى هنالك من نعوت لا يتقنها الا من كان لا اصل له ولا فصل.. ليتبين في النهاية ان تلك البطولة كانت صدفة تاريخية..
بهذه الادلة يلقى عليهم سمة الخيانة.. لكن الصدمة اكبر من ان تحتمل واسرع من ان تستوعبها تلقي بنفسك فوق اوراق بيضاء لتدون ما تحتقنه من ذكرى كانت جميلة ثم طعنت الف طعنة !.. ماتت و واشبعت موتاً.. عاد الجنوح الى التبذير بكماً من المعلومات التي لا اساس لها من الصحة ومرت تلك الكلمات ليتصدى لها بض الاصدقاء حتي كانت كبري المفاجآت.
و(قال لي الرفيق: الذي قرأ نص الرسالة التي ارسلت لي: اسمع يا رفيقي انك اشرف من الشرف، ولست بحاجة لتدافع عن نفسك) لكنني صدمت من هذه الرسالة فحاول معي ان اكتب رداً قاسياً لكنني رفضت اصر على ان ينتقي لي كلمات لكنني ايضاً امتنعت .. استخدم معرفتي في الكتابة ، لم اتصور أبدا ان ينهي حياته هذا البطل بهذه المأساة، لكنني دفعت الثمن فادحا، الان لم يعد بيني وبين هذا "البطل الصدفة "سوي سواتر التراب وكل البلاد والعذابات التي قطعتها لكي اصل الى زوجتي الفلسطينية في امتياز، العربية من ذات اصول عربية، ليصبح بيني وبينه كماً من سواتر اسمنت مسلحة بحديد بحجم المسافات التي تفصلني عنه..
بهذه الكلمات واجهت رفيقي "علي " هنا.. ارجوك رفيق علي لا تحدثه عني ولا تعامله بمعاملتي لك، كن اكرم مني انت وسامحه حتي لا أواجه الذنب الكبير بما ارتكبه بحقي من كذب وافتراء وليس لي غير اوراقي لتكون شاهدة الاثبات بيني وبينه، انا لست متورطاً بشيء سأتركه لأهله.. ليساره الجديد ونحن معهم لن نلتقي!. ولن يكون بيننا لا حديث ولا لقاء بعد الأن.
في نفس اليوم الذي كنت اكتب هذا الموضوع فاتحني الرفيق علي بما سيقوله له.. اعطيته رقم هاتفه لأنني احمله كان صديقي القديم وصلنا بعدها الى رفاقاً.. "بقي ابي حتى وفاته يذكرني بكلمة قلتها لأمي كم كنت اتمنى ان تكوني مثل امه" الا انني كلما تذكرت تلك الكلمات يرهقني الندم فأمي التي خلفتني غير امه التي اولدته.!. فأنا لا اخون من مد يده لي.. ولا اجروء على بوح كلمة لا تليق بمكانتي.. اذاً انا غيره تماماً..
انها حكاية من حكايات المناضلين في الصدفة.. الذين يصادقونك لمصلحة، لفائدة، لسد حاجة لكن بقي السؤال يحيرني حتي الآن:
من يريد لهذا لبطل ان يؤمنه.. هو اليد التي دائماً على خنجر الغدر.. هو المأساة في تلك الحركة المأساسية اليساروية (حركة اليسار الديمقراطي) التي في اعتباره الشيء الجديد لهذا العالم الملييء بخداع تلك الحركات ذات المنفعة الخاصة؟ مبروك عليه هذا الجديد.. مبروك عليه هذه الخناجر التي تنز سم قبل دم
زكريا اسماعيل..

No comments: